تسعى الأم إلى منح طفلها جميع الأطعمة والمشروبات التي تمد جسده بالكالسيوم الضروري لنمو عظامه بشكل صحي وسليم، ولأن حليب البقر يأتي في أعلى قائمة المشروبات الغنية بالكالسيوم كما أنه يتميز ببساطة التحضير وسهولة الاستخدام في وصفات متنوعة لتغذية الطفل بات الاعتماد عليه أمراً شائعاً.
يتفق جميع خبراء التغذية حول العالم بأن السن القانوني لشرب حليب البقر يبدأ بعد أن تحتفل بعيد الميلاد الأول للطفل، ويعللون سبب منع الأطفال عن حليب البقر قبل إكمال العام الأول إلى عدم القدرة على هضم الكميات الكبيرة من العناصر الغذائية كالبروتينات فالجهاز الهضمي حساس للغاية عند الأطفال الصغار.
من ناحية أخرى يتزامن موعد البدء الصحيح لمنح الطفل غذاء جديداً وهو حليب البقر مع وقت الانتقال من مذاق الحليب في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى أنواع الحليب الأخرى وفي مقدمتها بالتأكيد حليب البقر.
وفي أثناء تلك المرحلة الانتقالية وإعلان البدء فعلاً قد تواجه الأم صعوبات في إقناع طفلها بمذاق هذا الحليب الجديد.
لذلك يمكن أن تتبع الأم بعض الحيل التي تساعد على التقيد بالوقت الصحيح لبدء حليب البقر دون أي تأخير، وفي الوقت ذاته لا يشعر الطفل بالانزعاج من الطعم الجديد لحليب البقر لأنه لن يكتشف وجود في الوصفات المقدمة.
الأطفال الصغار الذين يبلغون من العمر عاماً واحداً: يوصي الأطباء بشرب الطفل كمية تتراوح بين كوبين و3 أكواب من حليب البقر كامل الدسم الذي يقدّم كمية الدهون التي تكفي جسده الصغير كي ينمو بصحة.
الأطفال الصغار الذين يبلغون من العمر سنتين: في هذه المرحلة من الأفضل أن تقلل الأم كمية الحليب الممنوح إلى ما لا يزيد عن كوبين ونصف مع اختيار الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأطفال الصغار الذين يبلغون من العمر 3 سنوات وما فوق.
أما عن المشاكل الصحية التي ترتبط بزيادة أو نقصان كمية الحليب المسموح أن تُعطى لكل طفل فهي كثيرة، فعلى سبيل المثال عندما يشرب طفلك كمية كبيرة من الحليب لن يشعر بالجوع وسيرفض تناول وجباته اليومية .
بالتالي سيفقد جسم الطفل عناصر غذائية غير موجودة في حليب البقر كالحديد، ونتيجة لذلك قد يصاب بفقر الدم الحاد الذي تنجم عنه أعراض الدوار والإعياء والتأخر في النمو. كما أن السماح لطفلك بشرب حليب البقر الغني بالسكريات طوال اليوم سيزيد من خطر إصابته بتسوس الأسنان.
تُصاب معظم السيدات بالحيرة عند دخول السوبر ماركت لاختيار زجاجة حليب البقر التي باستطاعتها تقديم تغذية مثالية، ولذلك فإن الحكم على نوع حليب البقر الأفضل سيتعلق بالمرحلة العمرية للطفل الصغير، وإليك توضيح لكل نوع:
وعلى أية حال لكل قاعدة استثناءات فقد يوصي الطبيب المشرف على حالة طفلك الصغير الذي لم يبلغ عامين بشرب النوع قليل الدسم؛ وقد ترجع الأسباب في ذلك القرار أن الطفل يعاني من زيادة الوزن أو ربما يوجد في العائلة تاريخ من أمراض السمنة والقلب وارتفاع ضغط الدم.
إليك بعض الحيل السريعة لتشجيع طفلك على شرب الحليب:
ينصح خبراء التغذية كل أم لم تستطيع إقناع طفلها الصغير بشرب حليب البقر بشكل منفرد أو من خلال مزجه بأطعمة أخرى أن تستبدله بأحد الحلول الآتية:
الأطعمة الغنية بالكالسيوم
ومع تناول هذه الأطعمة يجب استشارة الطبيب المشرف على حالة طفلك للحصول على مكملات غذائية أو فيتامينات تساعد في معالجة النقص الذي يتركه عدم تقبل طفلك لحليب البقر.
في بعض الحالات قد تكون أسباب عدم شرب الحليب البقر خارجة عن إرادة الطفل الصغير، لأنه يعاني من الحساسية من منتجان الألبان أو عدم تحملها. وعندئذ ستضطر الأم إلى البحث عن أنواع الحليب البديلة غير المصنوعة من منتجات الألبان كالمصنوعة من مكونات نباتية مثل الأرز واللوز والشوفان وغيرها.
ولكن أفضلها على الإطلاق للأطفال الذين لم يبلغوا سن الخامسة بعد حليب الصويا المدعم الذي يقدّم من ناحية التغذية عناصر غذائية مماثلة لحليب البقر، وعلى أية حال يجب استشارة الطبيب قبل البدء في منح طفلك هذا النوع من الحليب.