هل تلاحظ على طفلك تغيراً واختلافاً نحو الأسوأ؟ هل تشك في إصابته بإحدى اضطرابات النمو؟ دعنا في هذه المقالة نتعرف سوياً على كل ما يتعلق باضطراب الطفولة التحللية من حيث الأسباب والأعراض والعلاج.
اضطراب الطفولة التحللية -Heller أو الانتكاس الذهني أو اضطراب الطفولة التفككي جميعها مسميات تشير إلى إصابة الطفل بحالة نادرة تجعل مشاعره وذكرياته منفصلة عن وعيه وإدراكه مما يحدث تغيرات على المهارات المكتسبة من قبل، ويوصف هذا المرض بأنه الحالة المبسطة من مرض التوحد، وعادة تظهر أعراضه على الطفل بين 2-10 سنوات.
لم يستطع العلماء حتى اليوم أن يأتوا بجواب مؤكد لهذا السؤال، ولكن الأبحاث والتجارب التي أجريت قد قدّمت بعض الأمراض التي يترافق ظهورها عادة مع هيلر، ومن هذه الأمراض:
تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن مرض الطفولة التحللية CDD لا يرافق الجنين منذ ولادته وإنما يبدأ ظهور أعراضه في السنوات الأولى، وهذا ما يفسّر تسميته بمرض الطفولة التحللي أو التفككي حيث ينمو دماغ الإنسان في الأشهر الأولى وفي بعض الحالات السنوات اﻷولى بشكل طبيعي ويترافق ذلك مع قدرة الطفل على اكتساب مختلف المهارات ولكن ذلك لا يدوم طويلاً؛ لأن الانحدار النمائي سيبدأ بسرعة ملحوظة فيفقد الطفل مهاراته شيئاً فشيئاً علماً أن السرعة في فقدان المهارات تختلف من شخص إلى آخر.
إن طبيعة مرض اضطراب الطفولة التحللية القائم على الظهور فجأة وتسارع الأعراض والوصول إلى حالة متأزمة في غضون أسابيع أو أشهر يستدعي ضرورة الانتباه إلى حركات الطفل وقدراته ومهاراته، وتبقى العلامات الأولى هي ناقوس الخطر الذي يدق فينذر بحدوث اضطراب الطفولة التفككي، وهي:
ولا ينظر الطبيب المختص إلى هذه الأعراض كي يصل إلى تشخيص المرض ولكنه يأخذها في حسبانه كخطوة في طريق الكشف عن مرض هيلر CDD.
إن اكتشاف إصابة طفلك بهذا المرض ستحتاج إلى مراقبة حجم التطور الذي يصيب الطفل بشكل مستمر؛ لأن الأطفال الذين يعانون من مرض اضطراب الطفولة التحللية سيمرون بالتأكيد في المراحل الثلاثة الآتية:
إن رحلة الكشف عن مرض اضطراب الطفولة التحللية ليس مهمة بسيطة كما هو الحال في العلاج.
فهو يتطلب من الطبيب متابعة يومية لفترة محددة وشرح مستفيض من قبل الأهل عن نشاطات الطفل ومهاراته المعرفية والتواصلية مع شرح التغير المفاجئ الذي أصابه، وعندئذ يستطيع الطبيب تشخيص المرض عندما ينظم قائمة بالمهارات المكتسبة المفقودة في المجالات الوظيفية الآتية:
تتعدد الأساليب العلاجية المستخدمة في علاج مرض اضطراب الطفولة التحللية ولكن أكثرها استخداماً هو العلاج السلوكي الذي يقوم على تدريب الطفل على مهارات التواصل واجتناب السلوكيات غير المفهومة.
وقد يكون ذلك من خلال التدريب على القراءة وكتابة الأحرف، أو تعليمه الاعتماد على النفس. أما العلاج الذي غدا مستخدماً في الآونة الأخيرة فهو العلاج الدوائي القائم على تناول الطفل للأدوية المضادة للاكتئاب.