الشخصيّة الاجتنابيّة، أو ما يعرف بالتجنّبيّة، هي حالة من الرفض الدائم وحالة من عدم الاستقرار أو الانسجام مع الآخرين.
لا يرى المريض وجود مشكلة حقيقيّة في حالته، بل يعتبر نفسه شخصيّة انطوائيّة لا أكثر، على الرغم من تسبّبه الدائم للمشاكل لنفسه وللآخرين.
هذا الاضطراب هو سلوكيّ بحت، ويبدأ في سن صغيرة جداً، ويتفاقم مع تقدّم العمر أكثر.
يشعر مرضى الاضطراب الاجتنابيّ بمشاعر عدم الكفاءة طويلة الأمد، وهم شديدو الحساسيّة تجاه أي شيء يأتي من الآخر، بدءاً من نظرة الآخرين تجاههم وصولاً إلى أي فعل من قبلهم.
تسعى الشخصيّة التجنّبيّة إلى الانعزال بشكل شبه كامل، تجنّب العمل أو الدراسة أو الاختلاط بأي أحد.
يخشى الاشتراك بأي نشاطات اجتماعيّة، لخوفه من السخرية أو عدم تقبّله، أو النقد أو الرفض تجاهه.
من شدّة ارتباك هذه الشخصيّة وخوفها من الآخرين، تسعى لتحاشيهم، وتعدّ هذه الطريقة هي وسيلتها لعدم الوقوع في الخطأ، من أجل حماية نفسها من الانتقاد.
لتعرف إن كنت تعاني من اضطراب الشخصيّة الاجتنابيّة، عليك التدقيق في الصفات التاليّة، فإن وجدتها تنطبق عليك، فَزُر طبيبك الخاص بالسرعة القصوى:
إنّ أسباب الإصابة بمرض الاضطراب الشخصيّة الاجتنابيّة ليست واضحة إلى هذه اللحظات، ولكن هناك عدّة عوامل تبدو مسبّبة لتفاقم الحالة عند المرضى، مثل:
العوامل الوراثيّة:
إنّ العائلة التي لديها تاريخ في الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات هي الأكثر تعرّضاً للإصابة به مرّة جديدة في الجيل الجديد.
عوامل اجتماعيّة:
فتقاد الطفل للرعاية الصحيحة والتنشئة المبنيّة على الحبّ وثقة الطفل بنفسه، وعدم الاكتراث إلى الآخرين.
ففي الكثير من العائلات تعمل على مقياس المقارنات مع الآخرين، ممّا يؤثّر بشكل سلبيّ على شخصيّة الطفل، وبناء حالة من عدم الثقة بالنفس.
عوامل نفسيّة:
تتعلّق بشخصيّة الطفل ونفسيّته المتغيّرة باستمرار، ولكن بشكل سلبيّ، وشخصيّة الطفل الحسّاسة التي تتأثّر بالعوامل الخارجيّة بشكل كبير.
عوامل مرَضيّة:
تعرّض الطفل للإصابة بأمراض في سنّ مبكّرة، أو عدم اتّزان الهرمونات بالجسم بشكل صحيح، ممّا يسبّب الحرج للمراهق وحالة من الانعزال هرباً من الآخرين وآرائهم.