يعدّ حليب اللوز أهم أنواع الحليب النباتي من حيث الفائدة التي يقدّمها والطعم اللذيذ والشهرة الكبيرة، وهذا ما جعل اﻷمهات في اﻵونة اﻷخيرة يتساءلن عن إمكانية إدخاله إلى نظام اﻷطفال الغذائي.
حليب اللوز يصنف ضمن فئة الألبان البديلة النباتية، ويعد مع حليب الصويا أكثر أنواع الألبان نباتية المصدر شيوعاً واستعمالاً في الأسواق.
أما طريقة صنعه فهي بسيطة للغاية وقد درجت العادة أن يتم إنتاجه في المعامل؛ إذ يُنقع اللوز في الماء ومن ثم يُطحن حتى يتكون سائل أبيض حليبي القوام وأخيراً يُصفّى بشكل جيّد ويُضاف إليه السكر أو النكهات حسب الرغبة.
تحتوي أصناف حليب اللوز بمختلف أنواعها وعلاماتها التجارية على عناصر غذائية يحتاجها الجسد؛ إذ تبين الدراسات أن 4 أونصات من حليب اللوز ستكون غنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة وبفيتامين هـ وفيتامين أ والصوديوم وغيرها من الفيتامينات والمعادن الأخرى، كما ستضم:
سعرة حرارية | 20 |
بوتاسيوم | 59 ملغ |
كالسيوم | 50 ملغ |
بروتين | نصف غرام |
فيتامين د | 50 وحدة دولية |
شهد الحديث عن الموعد الصحيح لبدء استخدام حليب اللوز في تغذية الطفل جدلاً كبيراً كما هو الحال في معظم أنواع الألبان النباتية.
حتى جاءت المنظمات الرائدة في مجال صحة الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية وأنهت النقاش بنشرها بعض التقارير العلمية عن ضرورة عدم استبدال حليب البقر والاكتفاء بأي نوع من أنواع الحليب النباتي ومن ضمنها حليب اللوز دون سن الخامسة.
كما وضعت تلك التقارير استثناء للقاعدة السابقة، ففي حال كان الطفل يعاني من الحساسية لمنتجات الألبان أو لا يستطيع تقبلها فيُسمح بإعطائه حليب اللوز؛ لأنه لبن نباتي بعد بلوغه العام الأول.
وبناء على ذلك يمكنك البدء في إعطاء حليب اللوز لطفلك بعد أن يبلغ من العمر عاماً وليس قبل ذلك.
ومن ناحية أخرى يرتبط البدء باستعمال حليب اللوز بعد إطفاء شموع عيد الميلاد الأول للطفل بنوعية النظام الغذائي المتبع مع الأخذ في الحسبان أن هذا الحليب يفتقر إلى البروتين. ولذلك يجب أن يحصل الطفل على كمية كافية من المواد الغذائية الأخرى الغنية بالبروتين عند الاعتماد على حليب اللوز بشكل أساسي.
يغدو حليب اللوز في طليعة قائمة أنواع الحليب التي توصي بها منظمات صحة الأطفال الرائدة في الولايات المتحدة ومنها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP بعد سن الخامسة؛ لأن جسده قد اكتفى من الحليب حيواني المصدر وحان الوقت للالتفات إلى أنواع الحليب النباتي المتنوعة.
أما مدى تقبل الأطفال لحليب اللوز فهو ما يجب التفكير به بعد تحديد العمر؛ إذ أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل الذي يعاني من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب لن يواجه أية مشاكل في أثناء شرب حليب اللوز بمختلف أنواعه والشركات المصنعة له.
من ناحية أخرى تظهر على بعض الأطفال حساسية نادرة تنشأ من تناول المكسرات ومن ضمنها اللوز وبالتالي يمكن أن يسبب تناول حليب اللوز خطراً على صحة الطفل.
لذلك تبقى زيارة طبيب الأطفال وأخذ الاستشارة الطبية قبل البدء في الاعتماد على حليب اللوز أكثر أماناً؛ لأنه سينصح الأم بعد النظر إلى حالة الطفل الصحية بإمكانية إعطاء حليب اللوز للطفل من عدمها، كما سيرشدها إلى العلامة التجارية الأفضل لحليب اللوز والملائمة لحالة الطفل.
دعنا نتفق في البداية على الاختلافات الأساسية بين حليب اللوز وحليب البقر؛ إذ تندرج في ثلاثة فروق: هي مصدر الحليب والقيم الغذائية الموجودة في كل منهما والمرحلة العمرية.
مصدر الحليب
إن الاختلاف المعروف والمتداول بين الناس أن مصدر حليب البقر حيواني أما مصدر حليب اللوز فهو نباتي، الأهم من ذلك البحث عن إجابة الاستفسار الآتي: هل يؤثر اختلاف مصدر الحليب في القدرة على استعماله لتغذية الطفل؟!
نعم، فعلى سبيل المثال يمكن أن ترفض العائلة التي تعتمد الغذاء النباتي كطريقة للتغذية أن تعطي طفلها مشروباً من منتجات حيوانية كالحليب البقري.
القيم الغذائية
يمكن الاطلاع على الجدول الآتي الذي سيقارن بين القيم الغذائية لكوب من حليب البقر وآخر من حليب اللوز:
حليب البقر | حليب اللوز | |
الدهون | 8 جرامات | جرام واحد |
كالسيوم | 276 ملغ | 482 ملغ |
بوتاسيوم | 322 ملغ | 176 ملغ |
فوسفور | 205 ملغ | 24 ملغ |
صوديوم | 105 ملغ | 189 ملغ |
فيتامين أ | 395 ملغ | 499 ملغ |
فيتامين د | 124 وحدة دولية | 101 ملغ |
الفوائد
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الفائدة التي يجنيها الطفل من حليب البقر مضاعفة عما يمكن أن يحصل عليه من حليب اللوز ويظهر ذلك بشكل واضح عند تتبع القيم الغذائية الموجودة في الجدول المذكور آنفاً.
وفي الختام كان وما زال حليب اللوز يحظى بشعبية كبيرة في مناطق مختلفة من العالم سواء كغذاء أساسي للأطفال الصغار أو كمكون رئيسي لمجموعة متنوعة وواسعة من وصفات الحلويات المأخوذة عن مطابخ عالمية.
وعلى أية حال مهما كان قرارك بشأن استخدام حليب اللوز في تغذية طفلك الصغير فإنه من الضروري استشارة الطبيب وانتقاء النوعية المناسبة.