قد لا تأخذ بعض الأمهات في حسبانها عند وضع برنامج صحي هدفه الاهتمام بتغذية الطفل أن تبحث عن كمية المشروبات والأنواع التي تتناسب مع حاجات الطفل. ونتيجة لذلك يعاني معظم الأطفال من نقص في السوائل، وهذا ما ينعكس بشكل سلبي على صحتهم ونموّها.
الحليب
يجب الاعتماد على الحليب بشكل أساسي في عام الطفل الأول لاحتوائه على الكالسيوم وفيتامين د ،وهذا ما يساعد على بناء عظام طفلك وأسنانه. لكن يحذر خبراء التغذية من شرب اﻷطفال في مختلف المراحل العمرية كميات كبيرة؛ لأن ذلك سيؤدي إلى ضعف الشهية وبالتالي الامتناع عن تناول الأطعمة المغذية الأخرى
الماء
يعد إعطاء الماء لطفلك آمناً للغاية وذلك لأسباب متعددة يأتي في مقدمتها أنه يخلو من السكر والدهون والسعرات الحرارية والمواد المضافة. كما أن مادة الفلوريد التي تمنع تسوس الأسنان تضاف إليه إذا كان يأتي مباشرة من الصنبور.
قد تواجه الأم بعض الصعوبات لتعليم طفلها شرب الماء بشكل دائم ووفق الكمية التي يحتاجها جسده، ولكن يمكن التغلب على تلك المشكلة ببساطة من خلال إضافة القليل من شرائح الليمون إلى كوب الماء وهذا ما سيمنحه نكهة مميزة ولذيذة.
العصائر
أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP بعدم منح الصغار الذين لم يبلغوا 3 سنوات بعد أكثر من 4 أونصات من العصير بشكل يومي، ويرجع السبب في ذلك التحذير إلى احتوائه على كمية كبيرة من السكر تسبب تهيج المعدة وترفع معدل إمكانية حدوث تسوس الأسنان.
وإليك بعض الحيل المبتكرة للاعتماد على العصير في النظام الغذائي اليومي من دون إلحاق الأذى بطفلك:
من الطبيعي أن يطلب الطفل من تلقاء نفسه أي نوع من أنواع السوائل خلال اليوم. ولكن لا بد من وجود دور للأم في تنظيم عملية الشرب من حيث الكمية،وهنا تبدأ حيرة الأمهات في تحديد الكمية اللازمة للطفل يومياً.
كمية الماء التي يجب أن يشربها الطفل
حددت المنظمات الصحية حول العالم كمية معينة من الماء لكل مرحلة عمرية من حياة الطفل، وكانت تلك الكميات بالتأكيد مرتبطة باحتياجات الطفل لضمان نموه بشكل سليم،
وبناء على ذلك فإنه من الضروري أن يشرب الطفل يومياً من كوب إلى 4 أكواب عندما يكمل عامه الأول، ثم تزداد الكمية إلى 5 أكواب بعد الاحتفال بعيد ميلاده الثاني حتى بلوغ 5 سنوات.
كمية الحليب التي يجب أن يشربها الطفل
تناول الحليب سيمدّ الطفل بالدهون الصحية، وسيوفر له أيضاً كلاً من الكالسيوم والبروتين والزنك والفيتامينات A و D الضرورية لصحته.
أما عن الكمية الموصى بها عالمياً فهي تعتمد على سنه، فعلى سبيل المثال الأطفال في عامهم الأول والثاني سيحتاجون إلى شرب كمية تتراوح بين 2 و 3 أكواب من الحليب كامل الدسم يومياً.
ولكن يجب الحذر واستشارة الطبيب قبل إعطاء هذه الكمية في حال وجود تاريخ عائلي من السمنة أو أمراض القلب.
في حين يحتاج الطفل عندما يبلغ عامه الثاني حتى الـ 5 سنوات إلى شرب ما يعادل كوبين إلى كوبين ونصف من الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم.
وعلى أية حال من المعروف أن بعض الأطفال يعانون من الحساسية من منتجات الألبان ولذلك تلجأ الأمهات إلى استبداله بالحليب النباتي كحليب الكاجو أو حليب اللوز أو حليب الأرز أو حليب الشوفان أوحليب القنب؛ لأن باستطاعة تلك الأنواع من الحليب تعويض الطفل بالبروتين والسعرات الحرارية.
كمية العصير التي يجب أن يشربها الطفل
نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP بحوثاً علمية حديثة حددت من خلالها ما يجب أن يأخذه الأطفال من العصائر بشكل يومي؛ إذ أوصت بعدم إعطاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام أكثر من كوب ونصف مع الحرص على التقليل من تحليته بالسكر. فمن الأفضل تقديم عصير الفاكهة الطبيعي أو تناول الفاكهة الكاملة كما هي.
مشروبات الفاكهة الصناعية والصودا
تميل كثير من الأمهات إلى إعداد أكواب العصائر الصناعية؛ لكونها لا تحتاج إلى وقت طويل أو جهد فالقليل من الماء والسكر مع محتوى العصير الصناعي من السوبر ماركت سيصنع كوباً. بالإضافة إلى أن معظم الأطفال يميلون إلى طلب المشروبات الغازية التي صنعت بأشكال جميلة ونكهات شهية، لكن النتائج السلبية لمثل هذه الممارسات الخاطئة ستظهر شيئاً فشيئاً على صحة الطفل، ﻷن هذه المشروبات تحتوي على أكبر مصادر السكر المكرر وهذا ما يسبب السمنة وتسوس الأسنان للأطفال.
المشروبات التي تحتوي على الكافيين
يشترك الأطفال والآباء في حب تذوّق المنبهات كل صباح، فكثيراً ما يعطي الآباء أطفالهم الصغار قليلاً من القهوة أو يسمحون لهم بالمشاركة في حفلات الشاي دون أن يدركوا خطورة تلك الأفعال. فمادة الكافيين الموجودة في مثل هذه المشروبات تكفي لإفساد أوقات النوم ولجعلهم في حالة من الغضب الدائم وضعف التركيز مع ظهور أعراض الصداع وآلام البطن.
اتباع طريقة التقليد
من المعروف أن الأطفال الصغار يميلون في هذه المرحلة إلى تقليد آبائهم، ولهذا يمكنك استغلال تلك الفكرة والبدء في شرب الماء أمام طفلك طوال اليوم، كما سيكون من الجيد أن تشاركيه الشرب في الوقت ذاته كأن تختاري الفترة الصباحية على سبيل المثال لشرب كوب من الحليب معاً.
إغراء الطفل
تحتاج هذه الطريقة إلى التفكير في ميول طفلك الخاصة، كأن تختاري الكوب وفقاً للون الذي يفضّله كالأحمر مثلاً أو أن تنتقي الكوب الذي طبعت عليه شخصيه الكرتونية المفضلة.
اللعب مع الطفل
من الحيل ذات النتائج الأكثر إيجابية استخدام اللعب لترغيب طفلك بممارسة العادات الصحية كشرب السوائل.
مزج السوائل بالأطعمة المفضلة
يرفض بعض الأطفال شرب الحليب ولذلك يعد مزج الحليب بالفاكهة المفضلة عند طفلك أمراً مشجعاً لقبوله؛ إذ يمكنك استعمال الفراولة أو الموز أو التوت.
اعتماد طريقة الجوائز
إن محاولة تشجيعه على شرب ما يكفي من السوائل وبشكل خاص الماء يجب أن يكون بطريقة لطيفة بعيداً عن الصراخ، فبدلاً من إخباره بالعقوبة التي تنتظره في حال لم يشرب كوب الحليب في الصباح سيكون من الأفضل أن تشجعيه بإعطائه لوح من الشوكولا أو اصطحابه في نزهة إلى الحديقة وغير ذلك من الأشياء التي يحبها طفلك وتُدخل إلى قلبه الفرح والسرور.