إن مسؤولية مراقبة ومتابعة برنامج تغذية الطفل لا يقتصر على الأشهر الأولى بعد الولادة، وإنما يمتدّ بدءاً من مرحلة الرضاعة سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية إلى دخوله العمر الذي يمكّنه من تناول مختلف أنواع الأغذية من الأطعمة الصلبة والوجبات المتكاملة.
تحضير الأطباق الصحية للطفل يستوجب التنويع بين العناصر الغذائية بشكل مستمر، ولكن لا بد أيضاً إلى جانب توفير تلك العناصر في الوجبة أن تتبع الإرشادات الآتية:
تؤكد جميع الأبحاث العلمية المنشورة مؤخراً على ضرورة الاهتمام بتغذية الأطفال في الأشهر الستة الأولى من حياتهم؛ لأن جميع العناصر الغذائية التي سيحصلون عليها في تلك الفترة من حليب الأم الطبيعي أو ببرونة الأطفال الاصطناعية ستلعب دوراً أساسياً في نمو أجسادهم. و تنطوي قائمة العناصر الغذائيك الضرورية على الآتي:
البروتين والأوميغا3
يستمد الطفل الرضيع كمية البروتين اللازمة لبناء جسده من حليب الأم أو حتى الحليب الاصطناعي، ولكنه يصبح مضطراً عند انقضاء عامه الأول أن يبحث عن البروتينات في أطعمة أخرى، وهنا يأتي دور الأمهات في تقديم الوصفات المصنوعة من البيض واللحوم والدجاج والأسماك والتوفو.
الكالسيوم
لا يختلف اثنان على أن الحليب بمختلف أنواعه هو المصدر الأول لحصول الطفل على الكالسيوم الضروري لبناء العظام ولكن لا بد من البدء في إدخال الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم والصديقة للطفل إلى نظامه الغذائي، وتأتي في مقدمتها الأجبان كاملة الدسم كالشيدر والزبادي والجبن القريش.
الحبوب الكاملة والكربوهيدرات
يمكن أن يحصل الطفل على هذه العناصر من خلال خلطها ببعض البروتينات عند تحضير وجبة الطعام كحبوب الفطور الصغيرة والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة والأرز والكينوا والعدس والفول والبازلاء.
فيتامينات (أ، ب، ج، هـ)
تعزز هذه الفيتامينات حركة نمو الدماغ والأعصاب لدى طفلك بالإضافة إلى تطوير أداء العيون والجلد وقدرات الجهاز المناعي الدفاعية. وعلى أية حال يمكن أن تعتمدي في غذاء طفلك على الجزر والبطاطا الحلوة والخضار والموز والفاصوليا والطماطم والفراولة والشمام للاستفادة من فوائد الفيتامينات السابقة.
الحديد
إذا كنت تعتمدين على زجاجة الحليب الاصطناعية فلا قلق من نقص الحديد؛ لأنه سيحصل على الحصة كاملة بفضل التركيبة المدعومة للحليب. ولكن ما إن يتوقف طفلك عن الرضاعة فإنه ستحتاجين إلى إضافة الأطعمة الغنية بالحديد كاللحوم وصفار البيض والحبوب الكاملة إلى نظامه الغذائي.
الدهون
لا يكفي أن يُعتمد في تغذية الطفل عندما يصبح قادراً على تناول الأطعمة الصلبة على حليب الأم أو الحليب الاصطناعي فقط للحصول على الدهون والكوليسترول الضروري لبناء الجسد وإنما يجب إضافة جرعة صحية من الدهون عن طريق تقديم الأفوكادو أو القليل من زيت الزيتون في الوجبات اليومية الخفيفة.
السوائل
في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل لن تكوني مضطرة إلى إعطائه الماء ولكن عندما يبدأ الاعتماد على الطعام الصلب سيصبح من المهم منحه رشفات الماء بكميات قليلة، كما يمكنك أيضاً أن تمنحي طفلك بعد أن يكمل عامه الأول عصير الفاكهة الطبيعي المخفف بالماء.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بحصول الطفل على وجبات خفيفة متكررة؛ لأن توزيع الحصص سيساعده في قبول الأطعمة الجديدة. وإليك بعض النصائح التي تساعدك في تنفيذ ذلك:
علامات تشير إلى أن طفلك يأخذ القدر الكافي من الحليب:
العلامات بعيدة المدى التي تؤكد على أن طفلك يحصل على القدر الكافي من الحليب:
إذا كنت من الأمهات اللواتي يبحثن عن التغذية المتكاملة والجسد القوي لأطفالهم من الجيد أن تتبعي الخطوات السابقة مع مراقبة النتائج التي ستنعكس تدريجياً بالتأكيد على نمو الطفل من حيث الطول والوزن وكذلك على نشاطه البدني وحيويته وحركته، فالصحة الجيدة المعيار اﻷول للحكم على منح طفلك التغذية المناسبة.