لا بد أنك قد رأيت في حياتك اليومية أشخاصاً مروا بتجارب قاسية أثّرت في أرواحهم قبل أجسادهم ولكن هل تساءلت يوماً ما هو الاسم العلمي لهذه الحالة؟ دعنا نتعرف في هذه المقالة سوياً على كل ما يتعلق باضطراب الإجهاد الحاد.
تتعدد التسميات الدالة على القلق الذي يصيب الإنسان في الأسابيع التالية للإصابة بأزمة مؤلمة موجعة وغير عادية وغير متوقعة فتارة يطلقون عليه اضطراب الكرب الحاد وتارة أخرى اضطراب الضغط النفسي الحاد.
إن الإصابة باضطراب الكرب الحاد من الأمور المتنبأ بوقوعها عندما لا تكون الأحداث عابرةً بل إنها تحمل طابع الرعب والخوف، ويمكن حصر هذه الأحداث في تهديد السلامة الشخصية للإنسان كالتهديد بالقتل أو إلحاق الأذى والضرر بجسده على سبيل المثال.
وقد يحدث اضطراب الكرب الحاد نتيجة رؤية مشاهد الموت والدمار والخراب. وهذا يعني أن المصاب باضطراب الكرب الحاد يجب أن يكون مواجهاً أو يشاهد هذه الأحداث المهولة.
توحي التغيرات التي تصيب الإنسان بعد حدوث الصدمة إلى مرض اضطراب الكرب الحاد، فإذا ظهرت عليك العلامات الآتية فعليك مراجعة الطبيب في أقرب وقت:
تتميز الأعراض الانفصالية بسمة الانطلاق من ذات المريض حيث أنها تدور حول الشعور بعدم الاستجابة عاطفياً لأي حدث أو كلام أو ما يسمى بالانفصال إضافة إلى انخفاض المستوى الإدراكي للبيئة المحيطة.
ولا يخلو الأمر من صدور أفكار غريبة وتصرفات تظهر التنكر للواقع وتشير إلى غياب المشاعر الحقيقية.
أما أكثر الأعراض الانفصالية وضوحاً فهي عدم القدرة على استرجاع بعض التفاصيل الموجعة التي كانت موجودة في الحدث وهو ما يُعرف باسم فقدان الذاكرة الانفصالية.
من الأعراض التي تؤكد إصابة الشخص باضطراب الإجهاد الحاد هي تذكر التجربة المريرة التي مرّ بها مرات عديدة في اليوم وإن لم تكن كاملة التفاصيل والجزئيات إلا أنها تعيده إلى ردة فعله الأولى على هذه الأزمة الحياتية الموجعة، فيأخذ هذا التذكر أشكالاً متعددة هي:
لا ينحصر مرض اضطراب الإجهاد الحاد بأصحاب القلوب الضعيفة كما يظن بعض الناس بل إنه من الممكن أن يصيب مختلف أنواع الشخصيات ومهما كان مستواها الاجتماعي والاقتصادي وإن كان سكنها في شمال العالم أو جنوبه، فهو لا يختص بفئة معينة، ويزداد خطر الإصابة باضطراب الكرب الحاد عندما يجتمع السبب مع أحد العوامل الآتية:
إن الحل الوحيد لقطع الشك باليقين أن يلجأ الإنسان الذي يظن أنه مصاب باضطراب الإجهاد الحاد إلى الطبيب كي يحصل على التشخيص العلمي السليم.
حيث يعمل الطبيب على طرح الأسئلة وسماع الإجابات وتدوينها وذلك بعد أن يستبعد من خلال فهمه للحالة جميع الأسباب التي من شأنها تفسير الوضع الطبي بصورة خاطئة كالاستخدام غير الصحيح للأدوية وآثارها الجانبية، المشاكل الصحية، الاضطرابات النفسية الأخرى.
إن الفترة الزمنية المتوقعة لنشوء اضطراب الإجهاد الحاد وظهور أعراضه هي الأسابيع الأولى من التعرض للصدمة ليستمر مدة لا تقل عن ثلاثة أيام وتصل إلى شهر واحد كحد أقصى.
ولكن الأمر لا يقف عند الإصابة باضطراب الإجهاد الحاد بل إن المريض غالباً ما ينتقل إلى نوع اضطراب آخر هو اضطراب ما بعد الصدمة وذلك عندما تستمر الأعراض مدة تزيد عن شهر مع تفاقم الأعراض وتحولها إلى عائق وحاجز يمنع المريض من أداء مهامه اليومية بالشكل الصحيح ويشعره بالتعب الشديد.
يعد الانطلاق في الرعاية الذاتية للتخفيف من حدة هذا النوع من الاضطرابات وعلاجه من وسيلةً علاجيةً حديثة لا تقل أهميةً عن الأنواع العلاجية الأخرى، فهي تركز على ثلاثة اعتبارات:
إن إهمال المعاناة من أعراض اضطراب الإجهاد الحاد سيؤدي إلى عواقب سلبية كثيرة كتطور حالة المريض إلى اضطرابات نفسية أخرى كاضطراب ما بعد الصدمة.
ولذلك يغدو العلاج أمراً ضرورياً حيث يبدأ العلاج بدراسة الحالة النفسية للمريض وبناء على التقييم النفسي الصادر عن الطبيب يتم نقل المريض إلى المشفى وذلك في الحالات الخطيرة أو الاكتفاء بتطبيق أنواع علاجية مختلفة في المنزل أو في عيادة الطبيب، وهي: