هل ترغب في إجراء حفل زفاف في الفترة المقبلة القريبة؟ ترى هل سمعت عن ليلة الحنة؟ متى تكون؟ وماذا يحدث فيها؟ ما هي أصولها التاريخية؟ وهل تختلف من دولة إلى اخرى؟ هل ما زالت حفلاً مسبقاً للزفاف أم أن أوانها قد انتهى؟ ما رأيك أن نتعرف في هذا المقال على ليلة الحناء في مختلف دول العالم.
الحناء هو نبات شجيري أخضر يتحول لونه إلى البني عند النضج ويستخدم في أمور عديدة كصباغة الشعر وتكثيفه وتطويله وإطالة الأظافر وتخفيض ضغط الدم.
كما تستعمل أوراق الحناء لأغراض جمالية وذلك من خلال تجفيفها وخلطها بماء الورد والمسك والمواد العطرية لتكون عجينة سهلة تشكل صباغاً غامق اللون عندما تُستخدم للرسم على الجلد بأشكال ورسومات هندسية أو بأشكال ورود وفراشات أو الأحرف الأولى للأسماء.
ونظراً لشكل رسومات الحناء الجميلة فقد استخدمت منذ القدم لتزيين العروس قبل زفافها.
ترجع أصول استخدام الحناء إلى الفراعنة القدماء حيث كانت تستخدم لطلاء أيدي المومياء فقد اعتقدوا أن وضع الحناء على الأيدي والأقدام يحميها من الشرّ، كما عرف المصريون الحنة من خلال الأسطورة التاريخية ايزيس واوزوريس فعندما قُتل الأخير قامت زوجته بجمع أشلائه وامتلأت يدها بدمائه مما صبغها باللون الأحمر.
وبالتالي أصبح هذا الصباغ بمثابة وفاء كل زوجة لزوجها، ومن ثم انتقل الأمر تدريجياً إلى استخدام النساء للحنة من أجل الزينة، كما تشير الدراسات الحديثة إلى استخدام كليوبترا نقش الحنة على جسمها بغرض الزينة.
انتقل استخدام الحنة بعد ذلك إلى بلاد الهند للدلالة على البركة والخير، وإلى الأراضي التركية في أيام الدولة العثمانية بالإضافة إلى دول شرق المتوسط والخليج والمغرب العربي، وبذلك تتعدد الدول التي تستخدم فيها الحنة.
ينتشر الاحتفال بليلة الحناء في دول العالم العربي وتركيا والهند وفي الجاليات التابعة لهذه الدول في المهجر ما رأيك أن نتعرف على طقوس هذه الليلة في الدول المختلفة؟
تشتمل تقاليد ليلة الحناء على احتفالين منفصلين أحدهما للنساء والآخر للرجال. يُقام الحفل قبل يوم من ليلة الزفاف في منزل العروس ويجتمع فيه أهلها وأصدقاؤها وأهل العريس والأقرباء.
أما العروس فترتدي ملابس تقليدية مزينة كالعباءة الأردنية أو الثوب الفلسطيني المطرز، وتتعالى في الحفل أصوات الأغاني الشعبية كالترويدة الفلسطينية.
في أثناء الاحتفال توضع الحنة على جسد العروس وتحتفظ بالقليل من الحنة لليلة الزفاف لتدهن بها ورقة من شجر الزيتون وتطبعها على باب المنزل كناية عن بقائها مع عريسها طوال الحياة.
في السودان:
يعد نقش الحناء من التقاليد الموروثة للزوجات فهو لا يقتصر على العروس فحسب حيث يشمل سائر جسدها لتزيينه في ليلة الحنة التي تسمى هناك دق الريحة كناية عن تحنية العروس وتبخيرها وتعطيرها ويتم ذلك في أجواء احتفالية مليئة بالأغاني الشعبية والزغاريد.
في مصر:
ولا تختلف الطقوس كثيراً حيث تشتمل هذه الليلة على تقديم الحناء في صينية مملوءة بالورود والشموع وعجينة الحنة التي تُخضّب بها أيدي وأقدام العروس مع إطلاق الأغاني النوبية أو الفلكلورية.
في السعودية:
تسمى ليلة الحناء باسم (الغمرة) وتقوم فيها الحنانة برسم الحنة على جسم العروس التي تجلس على كرسي زهري، وترتدي فستاناً من ذات اللون أيضاً وسط أجواء من الفرح والأغاني وتقديم الأكلات الشعبية.
ومع مرور الوقت تطور زيّ العروس ليصبح إما عباءة هندية أو مغربية حمراء مطرزة مع ترك شعرها منسدلاً على كتفها بشكل طبيعي، وأصبح كرسيها مزيناً بالورود والشموع.
في الكويت:
تعرف ليلة الحنة تقليدياً باسم (الجلوة) وهو الاحتفال الذي يحدث تحضيراً للزفاف وتكون فيه العروس مغطاة الوجه وجالسة على كرسي محاط بالورد والشموع وتغطيها قريباتها بغطاء مزركش مع إطلاق الأغاني والتهاليل وفي هذه الأثناء تتولى النقاشة رسم الحنة التي تغطى وتترك على جسدها لتصبح بنية اللون يوم الزفاف.
في الإمارات:
تعقد ليلة الحنة مع السماح للعريس بحضورها مع أهله وتقوم فيها الحنانة بوضع الحنة على أيدي العروس ولفها بقطعة قماشية خضراء تتناسب مع لون فستانها الأخضر.
في المغرب:
يطلق على ليلة الحناء اسم ليلة (البرزة) وترتدي فيها العروس ثوباً أخضر اللون يسمى بـ (التكشيطة) أو تلبس القفطان المغربي ويتم تحنية العروس بالطبع في منزلها أو في الحمام المغربي بعد تعطيرها بالمسك والكافور والاحتفال بها وسط المحبين والأصدقاء من الصباح إلى المساء.
في ليبيا:
فتسمى ليلة الحنة بـ(السهرية) وتجتمع فيها العروس مع صديقاتها والأقرباء للاحتفال وتزيين جسدها بالحنة لتظهر كالملكة.
يسود الاعتقاد في التقاليد الهندية بأنه كلما كانت حنة العروس أغمق كلما ازداد حب زوجها لها في المستقبل.
تشير ليلة الحنة في الهند إلى الحفل الذي يعقد بعد عقد القران وقبل حفل الزفاف بيوم أو اثنين في منزل العروس مشتملاً على أهلها وصديقاتها وأهل العريس، وتطلّ فيه العروس مرتدية الساري الهندي التقليدي ويتم الاحتفال بها وتدليلها بوضع الحناء على كفيها وقدميها كدليل على أمنيات الجميع لها بالتوفيق والحياة الجديدة السعيدة مع زوجها.
ترتدي العروس التركية في ليلة حنائها فستاناً أحمر مطرز مع تغطية وجهها بالشيفون الأحمر لتأتي أم العريس لتحنيتها مع وضع قطع معدنية من الذهب في يديها وانطلاق مجموعة من الأغاني الحزينة من عائلتها لوداعها إلا أنها حديثاً تطورت هذه الطقوس لتصبح أجواء الاحتفال مملوءة بالأغاني المفرحة والرقص احتفالاً بالعروس.
تشكل ليلة الحناء تقليداً تاريخياً محبباً لدى مختلف الشعوب فعلى الرغم من اختفاء بعض طقوس الزواج وانتشار حفلات توديع العزوبية بشكل واسع إلا أن نقش الحناء ما زال يحمل طابعاً خاصاً يخطف القلوب حتى لمحبي حفلات توديع العزوبية.