لكل إنسان منا شخصية وطباع وأفكار ومعتقدات مختلفة عن الآخر تؤثر جميعها دون أن نشعر على سلوكنا وتصرفاتنا فمن هو المسؤول عن تصرفاتنا غير الواعية؟ إنه العقل الباطن ولكن ما هو وكيف يعمل وما هو تأثيره علينا؟ وهل نستطيع برمجته؟ هيا نجيب معاً على الأسئلة السابقة في هذا المقال.
قسم عالم النفس (فرويد) أنشطة الدماغ إلى عقل واعي مسؤول عن تصرفاتنا الإرادية وآخر غير واعي أو باطن مسؤول عن جميع الأنشطة غير الإرادية في الجسم كالتنفس ونبضات القلب.
كما يشكل العقل الباطن أو اللاواعي الصندوق الأسود الذي تخزن فيه المشاعر والرغبات المكبوتة والأحلام والذكريات مشكلاً صمام الأمان النفسي للفرد الذي يعبر عن سلوكه وتصرفاته.
ومن هنا تزداد أهمية العقل الباطن فهو يتحكم ب 95٪ من حياتنا مسيطراً على تحركاتنا الإرادية وغير الإرادية، ومتحكماً بقراراتنا وانفعالاتنا وسلوكياتنا.
يشير علماء النفس إلى أن عقل الإنسان الباطن يعتمد على القوانين الآتية:
قانون التفكير المتساوي
يشير إلى تساوي المشاعر من ذات النوع فعلى سبيل المثال إذا فكرت بالقلق سيستحضر مشاعر الحزن والألم، أما إذا فكرت بالنجاح فعقلك الباطن سيحمل لك مشاعر الفرح والسعادة.
قانون الجذب والتوقع
يعتمد هذا القانون على فكرة كل ما هو متوقع آتٍ فتوقع ما تتمنى ذلك أن تفكيرك الداخلي يجذب لك الأحداث القادمة فإن كان إيجابياً يجلب لك الخير وإن كان سلبياً يجلب لك المتاعب. قانون المراسلات يشير إلى تأثير عالمك الداخلي على علاقاتك بالوسط الخارجي فإن كنت إيجابياً في التعامل فسيعاملك الآخرون بإيجابية.
قانون الانعكاس
يشير إلى تأثيرات العالم الخارجي على النفس الداخلية، فعلى سبيل المثال إذا عاملك الآخرون بإيجابية فإنك سترد المعاملة بالمثل.
قانون التركيز
إن ما تركز عليه وتبذل جهداً من أجله يتحقق في واقعك.
قانون السببية
لكل نتيجة سبب، فإن كررت السبب نفسه ستحصل بالتأكيد على النتيجة نفسها.
قانون التراكم والعادات
إن ما يتم تكراره باستمرار يؤدي إلى ترسيخ الفكرة والاعتياد عليها في العقل الباطن.
للعقل الباطن تأثير كبير على حياتنا فهو المسؤول عن مزاجنا وطباعنا وعن مدى اتزان الشخص نفسياً.
فجميعنا يحمل العديد من الذكريات والخواطر والأحلام بالإضافة إلى مشاعر مكبوتة منذ الطفولة فإن اعتدنا التفكير بطريقة سلبية فإن عقلنا الباطن سيؤثر في تصرفاتنا موحياً لنا بالقلق والاكتئاب والعزلة مما يفقدنا التواصل مع العالم الخارجي ويؤثر في صحتنا النفسية والجسدية.
أما إذا تعاملنا مع مجريات حياتنا بطريقة إيجابية فإن عقلنا الباطن سيزيد من طاقتنا وحماسنا وسيشجعنا لتحقيق أهدافنا بدلا من التوقف مكاننا والتكاسل وبالتالي فإن خبايا عقلنا الباطن هي المحرك الأساسي لنا في حياتنا اليومية.
تشير دراسات علم النفس أن العقل الباطن أشبه بجهاز الحاسوب؛ لأنه يخزن جميع تفاصيلنا ويعمل حتى في أثناء نومنا، فكيف من الممكن أن نبرمج عقلنا الباطن:
فكرْ بإيجابية: جميعنا مر بصعوبات كبيرة إلا أن الاستمرار بالسلبية لن يغير من حياتك بل سيزيدها سوءاً أما التفكير الإيجابي فسيجعلك تضع خطة وأهداف لبذل المزيد من الجهد من أجل تحقيقها.
ثقْ بأهدافك: إن مجرد وضعك خطة لحياتك غير كافي لا بد من الثقة بقدرتك على تنفيذها، فالثقة ترفع من قدرات عقلك الباطن مما يرفع من معنوياتك.
كررْ الفكرة مع نفسك دائماً: إن إصرارك على تحقيق هدف معين وتأكيدك عليه في داخل نفسك يزيد من نشاط العقل الباطن وسعيه لتحقيقها.
تخيلْ نفسك ناجحاً: إن تخيل الإنسان لنجاحه يجذب مشاعر الفرح ويحمسه على بذل الجهد لتحقيق حلمه.
لا تيأسْ من المحاولة وتمتع بالصبر: إصرارك على تحقيق أهدافك مهما كانت الظروف هو عامل أساسي يدفع عقلك الباطن لشحذ همتك دائماً لمواجهة كل المشاكل والضغوطات حتى تصل إلى النتيجة المبتغاة.
وفي النهاية للعقل الباطن قوة كامنة من عرف استغلالها غيّر حياته نحو الأفضل.