إن دماغ الطفل في حالة من التطور والنمو المستمر، ولكن هذا التطور لا يسير بشكل طبيعي دائماً فماذا يحدث؟ إنها اضطرابات النمو العصبي.
هي مجموعة من الحالات العصبية غير المتجانسة التي تؤدي إلى التأثير في اكتساب المهارات أو المعلومات.
ويأتي هذا التأثير على شكل اضطراب أو تأخر، ولأنها اضطرابات عصبية فإنها تصنع خللاً في وظائف الدماغ، ويحدث ذلك في أثناء الحمل أو عند الولادة أو في مرحلة الرضاعة والطفولة.
وتختلف شدة الاضطراب من شخص إلى آخر، فبعضها يسمح للمريض بالحياة الطبيعية بعد فترة من العلاج في حين أن أنواعاً أخرى ستكون عائقاً كبيراً لا يمكن تجاوزه فيحيا مع المرض وينتهي بموته.
انطلاقاً من هذه التسمية (النمو) تتعدد أنواع اضطرابات النمو العصبي وفقاً لأشكال التطور، وهي ثلاثة:
وبناء على التقسيم السابق فإن أنواع اضطراب النمو العصبي هي كالآتي:
هي مجموعة من الاضطرابات التي تتعلق بمستوى الأداء التعليمي غير المتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، فعلى سبيل المثال يتوقع المدرس والأهل من الطفل الذي يبلغ ٩ سنوات أن يقرأ الكلمات بشكل سليم ولكن ذلك لا يحدث، ومن أنواع اضطراب التعلم:
هو العجز البسيط أو الكبير في تطور اللغة، وتختلف خصائص كل نوع من أنواع هذا الاضطراب ما يُعرف باضطراب التعبير الذي يعاني فيه الطفل من قلة الكلام واستخدام كلمات محدودة وجمل قصيرة الحجم، كما أنه يجد صعوبة في تعلم كلمات جديدة.
هو اضطراب يتم اكتشافه عندما تقل قدرة الطفل على فهم ما يفترض أن يستوعبه في هذه المرحلة العمرية، حيث يلاحظ الأهل عجز الطفل عن فهم بعض الكلمات والعبارات إضافة إلى معاناته من عجز في مجالات سمعية كتمييز الأصوات.
إن الكشف عن اضطرابات النمو العصبي غالباً ما يتوصل إليه الأطباء في الأشهر الأولى من حياة الطفل حيث يُلاحظ الوالدان مجموعة من العلامات غير الطبيعية، ليبقى تأكيد الحالة وتشخيص نوع الاضطراب، ومن العلامات التي تظهر على الأطفال:
اختلف العلماء في الأسباب التي تحدث هذا الخلل في النموّ، فراحوا ينظرون إلى كل نوع من هذا الاضطراب ثم يبيّنون أسبابه، وعلى أية حال فإن الإجابة عن هذا السؤال ستحيلنا إلى الحديث عن مختلف العوامل التي تؤثر في نمو دماغ الإنسان، وهي ثلاثة عوامل:
إن الخطوة الأولى التي يلجأ إليها الأطباء لتحديد نوع العلاج هي تشخيص نوع الاضطراب الذي يعاني منه الطفل ومدى شدته أيضاً.
ولكن معظم علاجات أنواع الاضطراب العصبي لا تخرج عن التدخلات الدوائية إضافة إلى التدربب مع الاعتماد على العلاج السلوكي والدعم النفسي وإعادة التأهيل العصبي النفسي، ولا يمكن لمختلف الأنواع العلاجية أن تأتي بفائدة من دون تقديم الرعاية والتشجيع والتدريب المنزلي من قبل الأهل.
ويجب ألا يغفل أهل الطفل عن زيارة الطبيب لأغراض علاجية تخص الاضطرابات العقلية حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال والمراهقين الذين يُصابون بأحد أنواع اضطراب النمو العصبي هم أكثر عرضة من ثلاث إلى ست مرات للإصابة باضطرابات عقلية أخرى مثل القلق والاكتئاب والسلوك العنيف ضد المجتمع.