متلازمة كلوفر بوسي Klüver–bucy syndrome هي اضطراب عصبيّ دماغيّ نادر جدّا يرتبط بتلَف كلّ من الفصّ الصدغيّ ممّا يؤدّي إلى تشوّهات في الذاكرة والوظائف الاجتماعيّة والسلوكيّات الفرديّة.
وقد يترافق الاضطراب مع التهاب الدماغ والصدمة، ممّا قد يؤدّي إلى تلَف الدماغ.
تمّ وصف متلازمة كلوفر بوسي لأوّل مرّة من قِبل عالِم النفس العصبيّ هاينريش كلوفر Heinrich Klüver وجرّاح الأعصاب بول بوسي Paul Bucy.
أثبتت الدراسات أنّ الميسكالين Mescaline المادّة الكيميائية المشتّقة من الصبّار تسبّب هلوسة حيّة.
لاحظ عالم النفس هاينريش كلوفر أنّ القرود التي أعطيت المسكالين غالبًا ما كانت تضرب شفاهها، ممّا يذكّره بالمرضى الذين يعانون من نوبات صرع ناشئة عن الفصّ الصدغيّ.
لمحاولة العثور على منطقة الدماغ المتأثّرة بالميسكالين، قام الباحثون بإزالة جزء كبير من الفصّ الصدغيّ الأيسر من إحدى القِرَدة المصابة، بسبب ارتباط الفصّ بالنوبات، لفحصه تحت المجهر.
في النموذج المخبَريّ الكلاسيكيّ الذي أنتج متلازمة كلوفر بوسي، أجرى جرّاحو الأعصاب عمليّات استئصال الفصّ الصدغيّ الأماميّ الثنائيّ، والتي تضمّنت إزالة كل من اللوزة في قرود الريسوس rhesus macaque.
بعد الجراحة، أظهرت الحيوانات عدوانيّة ونشاطًا مِثليًا جنسيًا وعشوائيًا.
قد تشمل الأعراض الرئيسيّة:
عادة ما تأكل القرود الفاكهة في الغالب، ولكن بعد العمليّة المسبّبة لمتلازمة كلوفر بوسي، بدأت القردة في قبول واستهلاك كمّيات كبيرة من اللحوم.
تحدث متلازمة كلوفر بوسي نتيجة عدّة أسباب:
لا يوجد علاج لمتلازمة كلوفر بوسي، بالرغم من كون الاضطراب لا يهدّد الحياة، لكن المريض قد يكون من الصعب إدارته.
يتمّ التشخيص بالقيام بعدّة فحوصات منها:
علاج متلازمة كلوفر بوسي معقّد للغاية، حتّى الآن، لا توجد طريقة لإصلاح الأنسجة التالفة في الدماغ.
كما أنّ التبادل عن طريق الزرع غير ممكن حاليًا، لهذا السبب يتمّ اتّباع إجراءات لتخفيف المرض:
فمن المستحيل التعامل مع انعدام الخوف أو الخجل في الحياة اليوميّة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى خطر على المريض والآخرين.