إن كنت إحدى اﻷمهات اللواتي اتخذن القرار في الاعتماد على الرضاعة الطبيعية لتغذية طفلك، قراءة المقال اﻵتي ستساعدك في معرفة ما يُمنع عليك القيام به خلال فترة الرضاعة الطبيعية وما يتوجب عليك الابتعاد عنه حتى تتمكني من تقديم التغذية لصغيرك بأفضل شكل ممكن.
تتعدد أنواع اﻷطعمة التي من اﻷفضل ألا تكثر اﻷم المرضعة من تناولها خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية، وعلى أية حال فهي تندرج ضمن الفئات اﻵتية:
الخضار صعبة الهضم: إن من أولى الممنوعات التي يتوجب على كل أم الابتعاد عنها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية هي اﻷطعمة صعبة الهضم ويرجع السبب في ذلك إلى حماية الطفل الرضيع من آلام مغص البطن.
وبالتالي لا بد أن تبتعد اﻷم المرضعة عن تناول الخضروات التي تسبب الغازات حتى بالنسبة للكبار ومن بينها على سبيل المثال الملفوف والبروكلي والبصل والثوم ولا سيما النيء منه حيث يغير من طعم حليب الثدي مسبباً امتناع الطفل عن الرضاعة، وفي جميع اﻷحوال إن أرادت اﻷم تناولها فمن اﻷفضل ألا يتعدى ذلك أكثر من مرة في الشهر وبشكل مطبوخ.
البقوليات عسرة الهضم: تتطلب فترة الرضاعة الطبيعية من اﻷم المرضعة تجنب تناول البقوليات المعروفة بكونها سبباً لعسر الهضم واﻹمساك مثل الفاصولياء واللوبياء والفول والحمص.
الفواكه الحامضة: من اﻷفضل أن تمتنع اﻷم خلال الرضاعة عن تناول الفواكهة ذات المذاق الحامض ولا سيما ما يحتوي منها على فيتامين سي، مثل البرتقال والليمون واليوسفي والأناناس والكيوي والتوت بأنواعه والفراولة، وذلك لأنها تسبب الإسهال للرضيع على الأقل تجنبي تناولها قبل الرضاعة مباشرةً.
الطعام الحار: من اﻷفضل أن تبتعد الأم المرضعة عن تناول الأكل الحار والمملوء بالتوابل إلا في أضيق اﻷحوال لأنه سيغير من طعم حليبها ويؤثر على صحة الجهاز الهضمي لطفلها كما من الممكن أن يعرضه للحساسية أيضاً.
اﻷطعمة المسببة للحساسية: إن كان الطفل مولوداً لأسرة تعاني تاريخاً عائلياً من الحساسية عند تناول بعض اﻷطعمة كالسمك أو البيض أو المكسرات مثلاً فمن اﻷجدر أن تبتعد اﻷم عن تناول هذه اﻷطعمة خلال مدة الرضاعة حرصاً على عدم إصابة الرضيع بالحساسية أيضاً.
يفضل أن تبتعد اﻷم خلال فترة الرضاعة الطبيعية عن تناول اﻷطعمة ذات الدهون العالية مثل القشدة والزبدة و منتجات اﻷلبان واﻷجبان كاملة الدسم والزيوت عالية الكوليسترول ، فهي تؤثر على جهاز الطفل الهضمي فتصيبه بالمغص، وينطبق اﻷمر أيضاً على شرب الحليب كامل الدسم إذ من اﻷفضل استبدال المنتجات السابقة بالمنتجات خالية الدسم .
أما الأطعمة ذات السكريات العالية مثل الحلويات والشوكولا فمن اﻷفضل تجنب اﻹكثار منها ﻷنها تزيد من طاقة الرضيع ونشاطه ،مما يسبب له اضطرابات في النوم مع إمكانيته إصابته بزيادة الوزن والسمنة أيضاً.
بشكل عام يعتبر الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية بشتى أنواعها الخيار الأكثر أمانًا للأمهات المرضعات وذلك لحماية الرضيع من مخاطر انتقال المواد الكحولية إليه مع حليب الأم ، إذ أن تكرار تعرض الطفل لمستويات مرتفعة من الكحول عبر الرضاعة من الأم يضر بنشاطه وحركته ويؤثر بشكل سلبي على معدل نموه كما يؤدي إلى اضطرابات في نومه.
إضافة إلى تأثير الكحول السلبي ولا سيما عند تناوله بمستويات مرتفعة على الأم كونه يجعلها غير قادرة على العناية برضيعها فإنه يؤثر أيضاً على إنتاج الثدي لهرمونات الحليب إذ تشير الأبحاث إلى أن التعرض لكميات مرتفعة من المواد الكحولية لفترة زمنية طويلة يؤدي إلى تقصير مدة الرضاعة الطبيعية.
وبالتالي حرمان الطفل الرضيع من فوائد الحليب الطبيعي ولذلك فمن الأفضل تجنب استهلاك المشروبات الكحولية طيلة مدة الرضاعة.
وتجدر اﻹشارة أيضاً إلى ضرورة عدم اﻹكثار من تناول المشروبات المنبهة والتي تحتوي على الكافيين حفاظاً على استقرار نوم الطفل الرضيع.
تشير الدراسات إلى أن تدخين أكثر من 10 سجائر يوميًا يغير من مكونات حليب الأم على النحو الذي يؤثر بشكل سلبي على صحة الطفل الرضيع أيضاً، ويرجع السبب في ذلك إلى انتقال مادة النيكوتين السامة إلى الطفل عبر الحليب على نحو مضاعف لانتقاله إلى الجنين عبر المشيمة في فترة الحمل مما يسبب للرضيع اضطرابات النوم وانخفاض معدل النمو فضلاً عن ازدياد مشاكل المغص والتوتر والبكاء.
كما تشير الأبحاث الطبية أيضاً إلى انخفاض إنتاج الحليب لدى الأم المدخنة في فترة الرضاعة الطبيعية مقارنةً بالأم المرضعة غير المدخنة ما يعني تعرض الطفل الذي يولد لأم مدخنة إلى مخاطر الفطام المبكر ومشاكل نقص التغذية.
تتعدد أنواع اﻷدوية التي يمنع على الأم المرضعة تناولها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية وذلك لانتقال المواد الكيميائية المركبة منها إلى الرضيع مع حليب اﻷم محدثة له الكثير من التأثيرات الجانبية المؤثرة على صحته ومنها على سبيل المثال أدوية منع الحمل والمضادات الحيوية.
إذا شعرت اﻷم المرضعة بأي أعراض أو أصيبت بأي مرض فمن اﻷفضل مراجعة الطبيب للتشخيص والعلاج والامتناع عن تناول أي دواء أو اتباع أية وصفة دون الحصول على الاستشارة الطبية حفاظاً على صحة اﻷم والرضيع معاً.