مرض الجذام هو مرض جلديّ معدي جداً يظهر على شكل تقرّحات جلديّة شديدة الألم، تتفاقم لتسبّب عند المصاب تلَف ضمن الأعصاب وفي الذراعَين والساقَين ومناطق في الجلد وحول الجسم، بالإضافة إلى ضعف في العضلات.
إنّ مرض الجذام يعدّ من الأمراض الجلدية القديمة حيث وجدت شهادات تؤكّد أنّ هذا المرض كان يصيب الإنسان في أقدم حضارات الصين والهند أيضاً، إلّا أنّه كان يتمّ نبذ المريض بشكل كبير لئلّا ينتقل المرض كونه مُعدٍ، اليوم يصل عدد المصابين بالجذام حوالي 208 ألف شخص مصاب حول العالم، حيث إنّ معظمهم من أفريقيا وآسيا وفقًا لتقارير منظّمة الصحّة العالميّة.
إنّ مرض الجذام يستهدف بالأساس الجلد والأعصاب أيضاً، حيث تُدعى الأعصاب الطرفيّة والتي بدورها قد تضرب العين والأنسجة الرقيقة في الأنف.
أما تلف الأعصاب فبِدَوره قد يؤدّي إلى:
وفي الواقع تطوّر بكتيريا المتفطّرة الجذامية بطيء جداً، لذلك فإنّه قد يستغرق ظهور الأعراض ربّما أكثر من 3 حتّى 5 سنوات، وحتّى أنّه قد لا تظهر هذه الأعراض لأكثر من 20 سنة عند بعض البشر منذ أن تمّت ملامسة البكتيريا.
يسمّى مرض الجذام باسم مرض هانسون أيضاً وذلك نسبة للطبيب الذي اكتشف الجرثومة المسبّبة لهذا المرض، حيث يحدث هذا المرض نتيجة للإصابة ببكتيريا المتفطّرة الجذاميّة.
ويَعتقد العالم أنّ هذه البكتيريا تنتقل عن طريق ملامسة الإفرازات المخاطيّة للشخص المصاب بالمرض، أيّ هذا يحدث عادة عندما يعطس الشخص المصاب بالمرض أو حتّى يسعل.
إلّا أنّه ليس شديد العدوى مقارنة بغيره فهو يحتاج الاتّصال الوثيق والمتكرّر بالمخاط لكي تصاب به، كما أنّه لا ينتشر عن طريق الاتّصال العارِض مع الشخص المصاب، مثال ذلك: المصافحة أو الجلوس بجانبهم في الحافلة أو العناق حتّى، ولا ينتقل هذا المرض عن طريق الاتّصال الجنسيّ أبداً.
إنّ التشخيص يبدأ أساساً من الطفح الجلديّ والذي يعاني منه المصابن حيث يلجأ الطبيب المعالِج إلى أخذ عيّنة أو ربّما خزعة من المنطقة المصابة وإرسالها إلى المُختبر لفحصها، وربّما قد يستخدم الطبيب اختبار مسحةٍ للجلد الذي يجمع البكتيريّا من فوقه، وفي المُختبر يقوم الطبيب المعالِج بالكشف عن أيّ بكتيريا تنمو ضمن الجلد، وبالتالي يتمّ فحص إن كان الشخص مصاباً بمرض الجذام.
خلال السنوات العشرين الماضية تمّ شفاء ما يقارب أكثر من 16 مليون شخص كان قد أصيب بمرض الجذام، حيث أنّ منظّمة الصحّة العالميّة توفّر علاجاً مجانياً لكلّ مصاب.
إنّ علاج الجذام يعتمد على نوعه بالأساس، وتستخدم المضادّات الحيويّة أولًا وذلك لعلاج العدوى حيث يمتدّ استعمالها من 6 شهور وحتّى ال12، أمّا في الحالات الصعبة فقد يتمّ استعمالها لفترة أطول.
هناك عدّة طرق للوقاية من مرض الجذم وأهمّها هي هذه الخطوات:
ويقول الخبراء إنّه لا يوجد لقاح محدّد حتّى الآن للوقاية من مرض الجذام، إضافة إلى ذلك يكون انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان نادرًا جداً، ولكنّه من الأفضل تجنّب تلك الحيوانات قدر الإمكان.
لمرض الجذام أنواع عديدة ومختلفة، سنستعرض أهمّها:
تاريخ مرض الجذام تمّ تتبّعه من خلال علماء الوراثة في عام 2005 ومن خلال أصولها وتوزيعها أيضاً في جميع أنحاء العالم وذلك باستخدام المقارنة “علم الجينوم”.
قرّروا ذلك، جذام نشأت في البداية في شرق إفريقيا أو في الشرق الأدنى وسافرت مع البشر على مدار طُرق هجرتهم بما في ذلك التجارة في البضائع والعبيد.
السلالات الأربعة من الجذام تقع في مناطق جغرافيّة محدّدة فقط، تحدث السلالة الأولى في الغالب ضمن شرق أفريقيا وآسيا وحتّى منطقة المحيط الهادئ.
السلالة الثانية فتحدث في إثيوبيا وملاوي ونيبال أو شمال الهند وكاليدونيا الجديدة، السلالة الثالثة فتحدث في أوروبا وشمال إفريقيا والأمريكتين أيضاً، والسلالة الرابعة فتحدث في غرب إفريقيا وأيضاً في منطقة البحر الكاريبيّ.
أثناء عام 1973 اكتشف العالم جي إتش أرمارو هانسن المرض الأساسيّ المسبّب لهذا المرض، ومنذ بادية القرن التاسع عشر تبنّت الدول الأوربية بعض ممارسات الصين والهند أيضاً.
حتى فترة الأربعينات من القرن التاسع عشر تمّ اكتشاف أول علاج لهذا المرض بعد عدّة محاولات فاشلة، حيث تمّ استخدام كلوفازيمين ومستحضرات أخرى في السبعينات والستينات.
بعد فترة قصيرة جاء عالم هندي ليصنع علاجاً جديداً باستخدام ريفامبيسين، فيما بعد تمّ التوصية من قبل المنظمة العالميّة للصحّة من الأمم المتّحدة 1981 بهذه الأدوية القياسيّة الثلاثة المضادّة لمرض الجذام، ولا تزال تُستخدم نظم العلاج هذه حتّى هذا اليوم.