قد تلاحظ تغيرات في سلوك أحد المقربين وتصرفات غريبة لم تعهدها من قبل فلماذا يحدث ذلك؟ دعونا نتعرف سوياً على كل ما يتعلق بالاضطرابات التخريبية واضطرابات الدوافع والسلوك في هذه المقالة.
هي مجموعة من اضطرابات نفسية تعني انعدام قدرة الفرد على التحكم بعواطفه ومشاعره وأفعاله، ويبدأ هذا النوع من الاضطرابات بمرافقة الإنسان من مرحلة الطفولة والمراهقة ولكن خطورته تزداد إذا أُهمل دون علاج.
لقد ذكرنا في بداية تعريف الاضطرابات أنها مجموعة ولكننا لم نذكر أن هذه الاضطرابات تتميز بالتنوع في السلوكيات التي يمكن أن يستخدمها المصاب وأن ما يعتمل في داخله من مشاعر تسببها أنواع هذه الاضطرابات –سنأتي على ذكرها بعد قليل– سينعكس على تصرفاته حتماً بشكل إجرامي وعدواني، ومن أنواعه:
اضطراب التحدي المعارض.
الاضطراب الانفجاري المتقطع.
اضطراب السلوك (التصرف).
هوس السرقة.
هوس الحرائق.
ينشأ هذا النوع من الاضطرابات غالباً عند الأطفال في مرحلة التحاقهم بالمدرسة حيث يُلاحظ الوالدان تقلب مزاج طفلهم وغضبه السريع وقيامه بتصرفات مزعجة للآخرين عن قصد، إضافة إلى معارضته لجميع توجيهاتهم.
تعزو الأبحاث العلمية سبب نشوء اضطراب التحدي إلى الظروف الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الطفل مع احتمال وجود عامل وراثي يزيد من إمكانية الإصابة.
هو ميل الإنسان إلى التصرفات العدوانية غير المرغوبة اجتماعياً كتدمير الممتلكات العامة والغش والسرقة والهروب من المنزل.
ويتم تشخيصه عادة في سن 18 عاماً وإذا استمرت هذه التصرفات التدميرية التي تستهدف الآخرين لمدة تزيد عن عام فنحن أمام ما يعرف بالشخصية المعادية للمجتمع.
لا يمكن إطلاق الحكم بأن جميع حالات السرقة وإشعال الحرائق يقف وراءها أشخاص يعانون من الهوس؛ لأن الشرط الأساسي في تشخيص هوس السرقة والحرائق أن يكون القيام بهذه الأفعال هو إرضاء لرغبات غير إرادية لا يمكن مقاومتها، في حين أن اللصوص ومشعلي الحرائق يدفعهم إلى ذلك حب المال والتخريب.
ومما يؤكد ذلك أن المصاب بهوس السرقة على سبيل المثال قد يسرق أشياء بلا قيمة فقط ليشبع شعوره القهري.
إن العلامة الأولى والمشتركة بين جميع المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع هي النوبات العدوانية الانفعالية اللفظية أوالجسدية التي تصيب الإنسان بشكل متقطع ليتبعها إحساس بالندم، وهي نوبات تأتي نتيجة أحداث لا تستدعي كل هذا الغضب والانفعال، ولكن متى تبدأ ولماذا؟
تشير الدراسات إلى أن العمر المتوقع للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع هي الفترة الزمنية التي تتراوح بين عمر 14 حتى 17 سنة؛ أي فترة المراهقة.
وغالباً ما يرجع سبب الاضطراب إلى العوامل الاجتماعية وتاريخ الاعتداءات الجسدية واللفظية التي تعرض لها المريض، ويمكن التخلص من هذا الاضطراب من خلال العلاج السلوكي أو العلاج النفسي أو العلاج الدوائي من خلال مثبتات المزاج.
إن معظم الاضطرابات النفسية السلوكية تعود في نشأتها إلى عوامل جينية وراثية وظروف اجتماعية قاسية، ولأننا أمام أشخاص مختلفين نفسياً وفكرياً وجسدياً فإن طرق تأثرهم بهذه العوامل ستختلف أيضاً.
وبناء على ذلك فإن النظرة إلى إصابة الطفل يجب أن تكون أكثر عمقاً من ردها إلى طريقة تعامل الوالدين التي لا تقوم على التأديب.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن اتباع الوالدين للعنف ووسائل التربية القائمة على الضرب والتعنيف اللفظي بإمكانها أن تساند الاستعداد الوراثي البيولوجي عند الأطفال للاضطرابات السلوكية العدائية.
أما أسرة الطفل التي تمارس أساليب التربية الحديثة ومناهجها فهي تقلل من إمكانية الإصابة بمثل هذا النوع من الاضطرابات.
وعلى أية حال إذا كانت الاضطرابات السلوكية النفسية سببها طريقة الآباء فإنه بمقدورهم معالجتها من خلال تغيير أسلوب تعاملهم وزيارة الطبيب المختص .
إن التغاضي عن الأعراض السلوكية الناجمة عن الإصابة بالاضطرابات التخريبية واضطرابات الدوافع والسلوك وإهمالها وعدم زيارة الطبيب ستؤدي إلى عواقب سلبية كثيرة، ولذلك لا بد من اتباع إحدى العلاجات الآتية:
العلاج السلوكي المعرفي من خلال إعادة تأهيل المصابين والبحث عن الأسباب التي جعلتهم يصلون إلى هذه الحالة إضافة إلى محاولة التغلب عليها من خلال الأنشطة التي يحددها الطبيب المختص.
العلاج النفسي الذي يكون من خلال جلسات الحوار والنقاش مع المريض إضافة إلى جلسات الاسترخاء.
العلاج الدوائي.