لا شك أنك قد مررت بحالة من الغضب مسبقاً؟ فمن منا لا يغضب! إلا أن الأمر قد يتطور لدى البعض فيتحول الغضب الشديد إلى اضطراب يسمى بالانفجاري المتقطع، ترى ماهو وماهي أعراضه وكيف يعالج؟ إن كنت مهتماً باﻷمر تابع معنا المقال اﻵتي.
الاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ هو أحد الاضطرابات العقلية اﻷقل شهرةً كونه يترافق مع الغضب، مما يدفع البعض للاعتقاد بكونه سمة شخصية في الفرد.
إلا أن الغضب إذا تحول إلى نوبات شديدة وهيستيرية بلا سبب أو في بعض اﻷحيان بشكل لا يتناسب مع تفاهة الموقف شكل اضطراباً عقلياً وسلوكياً يسمى بالاضطراب الانفجاري المتقطع.
وتحدث الانفجارات ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ بشكل مفاجئ و متكرر وغير ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ كالسلوك الاندفاعي ﺃو ﺍﻟﻌﺪوﺍني ﺃو ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺃو النوبات ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ حاد ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻷحداث.
وﻗﺪ يأخذ الغضب شكل ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﺃو رﻣﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺃو ﺗﺤﻄﻴﻤﻬﺎ أو تحدث نوبة الغضب بشكل مفاجئ في الشارع مما يسبب للمصاب به مشاكل اجتماعية في اﻷسرة والعمل أو المدرسة.
ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘقديرات ﺇﻟﻰ ﺃن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ وﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍد ﺳﻴﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﺿﻄﺮﺍب ﺍﻧﻔﺠﺎري ﻣﺘﻘﻄﻊ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.
وفي العادة ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ومع ذلك فمن الممكن رؤﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎل ﺣﺘﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ بينما يكون أكثر شيوعاً بشكل عام ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎص ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻞ ﺃﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ 40 ﻋﺎﻣاً؛ أيْ في مرحلة الشباب.
لم يتم تحديد ﺳﺒﺐ اﻹصابة بالاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ بشكل دقيق حتى اﻵن، ومع ذلك تشير الدراسات البحثية إلى العوامل اﻵتية:
العوامل الوراثية: فوجود سجل تاريخي للعائلة من المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع يشير إلى وجود عوامل جينية متوارثة لدى العائلة ترفع من احتمالية اﻹصابة.
العوامل اﻷسرية: فالشخص الذي تربى في جو أسري مشحون أو شاهد أحد الوالدين في نوبة من الغضب الشديد أو عايش أوضاع العنف المنزلي أكثر عرضةً من غيره للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع.
العوامل الفردية: كالتعرض للإيذاء ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ وﺍﻟﺠﺴﺪي وﺍﻷﺣﺪﺍث ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
كيمياء المخ: تشير اﻷبحاث إلى مساهمة ﻛﻴﻤﻴﺎء ﺍﻟﺪﻣﺎغ ( وجود ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮوﺗﻮﻧﻴﻦ ) ﻓﻲ ﺣﺪوث ﺍﻻﺿﻄﺮﺍب الانفجاري المتقطع.
وجود تاريخ من اضطرابات الصحة العقلية: مما يرفع من احتمالية اﻹصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذلك ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ فرط ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ وﻧﻘﺺ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ وﺍﺿﻄﺮﺍب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ المعادية ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، وﺍﺿﻄﺮﺍب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الحاد.
نوبات الاكتئاب: تشير الدراسات إلى أن ﻣﺎ يقارب 82% ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍب ﺍﻧﻔﺠﺎري ﻣﺘﻘﻄﻊ يعانون ﺃﻳﻀاً ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ أو القلق أو ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪرات.
تتعدد اﻷعراض المترافقة للاضطراب الانفجاري المتقطع إلا أن معظمها تتمحور حول الغضب الحاد، وعلى أية حال تشير العلامات اﻵتية إلى اﻹصابة باضطراب انفجاري متقطع:
يعاني ﺍﻷﺷﺨﺎص المصابون بالاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ من ﻣﺨﺎﻃﺮ متزايدة ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
يتم تشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع عن طريق أطباء الصحة العقلية واﻷطباء النفسيون من خلال اللجوء إلى:
تتعدد أنواع العلاج المستخدمة للاضطراب الانفجاري المتقطع حسب الحالة وشدة النوبات المرافقة لها وإن كانت تصل للاعتداء الجسدي والعنف أو محاولات الانتحار، وعلى أية حال تشمل العلاجات ما يلي:
عملت المراكز الطبية العالمية منذ اكتشاف الاضطراب الانفجاري المتقطع على إيجاد الحلول المناسبة، وفي إطار سعيها لتحسين حالة المصاب بهذا الاضطراب أوصت بمجموعة من النصائح، كان من أهمها:
اتباع نصائح الطبيب المعالج من خلال تناول اﻷدوية في موعدها الصحيح.
الاعتماد على تقنيات التأمل والاسترخاء وتدريب النفس على التأقلم مع مختلف ظروف الحياة.
تغيير طريقة التفكير وقراءة الكتب التي تعلمك كيف تكون إيجابياً؛ ﻷنها ستفيد المريض بالتأكيد في التعامل مع خيبات الواقع.
التدرب على مهارات مختلفة كمهارة حل المشكلات التي تساعد في تحديد المشكلة واقتراح الحلول الممكنة والمثالية لكل مشكلة.
التدرب على مهارات التواصل الاجتماعي من خلال تحسين مهارة الاستماع والتحدث.
تغيير المكان الذي تقيم فيه يمكن أن يساعد في تحسين العلاج مع تجنب المواقف المزعجة والمؤلمة بالنسبة إليك.
عدم استخدام المواد المخدرة أو الكحول ﻷنها ستزيد من خطورة الاضطراب.