علم الوراثة هو العلم الذي يهتمّ بدراسة الجينات، كما يُعنى علم الوراثة بدراسة دور العوامل البيئيّة في ظهور الصّفات الوراثيّة، لقد استُخدم هذا العلم قديماً بهدف تطوير وتحسين المستوى الزراعيّ.
المورثة هي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية، فضمن هذه المورّثات يتمّ تشفير المعلومات المهمّة لتكوين أعضاء الجنين والوظائف العضوية الحيويّة له.
تتواجد المورّثات عادة ضمن المادّة الوراثيذة التي تمثّلها الدنا DNA أو الرنا RNA في بعض الحالات النادرة.
هذه المورّثات هي من تحدّد تطوّر وسلوكيّات الكائن الحيّ، فالفوارق بين الأفراد في صفات الجنس الواحد يمكن أن تُعزى للفوارق في المورّثات التي تحملها هذه الأفراد.
تعتبر المورّثات قطعة من إحدى سلسلتي الدنا، وتحتلّ موضعاً معيّناً على هذه السلسلة، يتمّ تحديد المورّثة بعدد النوكليوتيدات الداخلة في تركيبها ونوعها وترتيبها، وهي قابلة للتغيّر نتيجة الطفرات التي قد تحدث فيها.
كذلك تحوي المورّثات المعلومات الأساسية لبناء البروتينات والإنزيمات و الموادّ الحيوية اللازمة لبناء أعضاء الجسم، كما أنّها تحمل الساعة البيولوجية التي يتطوّر بها الكائن الحي خلال مراحل حياته من جنين إلى طفل ثمّ بالغ ناضج وحتّى الشيخوخة.
تكمن أهميّة علم الوراثة في إمكانيّة تطبيقها على العديد من المجالات:
التشخيص المبكّر للعديد من الأمراض والاضطرابات الوراثية يساعد في تحسين نوعيّة الحياة وإطالة عمر المصابين بالرغم من أنّ بعض هذه الأمراض لم يجد العلماء لها علاجاً حتى الآن.
كذلك اكتشاف العلاجات لبعض الاضطرابات الوراثيّة مثل العلاجات الجينية للتليّف الكيسي والهيموفيليا، والتي ستمنح المصابين بها حياة خالية من الأمراض.
أيضاً الاختبارات التشخيصيّة للأزواج تساعد في تحذيرهم من تمرير جينات مرتبطة بمرض وراثيّ إلى أبنائهم.
يمكن أن تساعد دراسة الحمض النوويّ البشريّ وعلم الوراثة العلماء على فهم أصول الإنسان وطبيعته البشرية.
يمكن استخدام الحمض النوويّ البشريّ في القضايا الجنائية، حيث يتمّ استعمال المعلومات الجينيّة إما لمماثلة أو نفي الحمض النوويّ للمشتبَهين، بالإضافة لاستخدامه في التعرّف على الضحايا، كما يعتمد بشكل أساسيّ ومهمّ في فحوصات الأبوّة.
يستخدم الطبيب المعلومات الجينيّة من أجل وصف الدواء المناسب لحالة المريض والتي تلائم جيناته.
لأنّ العديد من الأدوية قد لا تعمل بنفس الآلية لكلّ شخص، فإنّ المعلومات الجينيّة تساعد الأطباء على تحديد الدواء والجرعة الأكثر فعاليّة لكلّ شخص.
يُعتبر العالم غريغور مندل من أوائل العلماء الذين اهتموا بعلم الوراثة، بالإضافة إلى النظريّات والقوانين التي وضعها، والتي قد ساهمت في نشأة علم الوراثة؛ ولذلك تمّ إطلاق لقب علم الوراثة المندليّة.
من الجيّد بالذكر أنّ “مندل” قام بالكثير من التجارب حتّى وصل عدد تجاربه إلى 5000 تجربة، حيث كانت معظم تجاربه على نبات البازلّاء.
فكان “مندل” يقوم بزراعة البازلّاء في الحديقة، وبعد كل هذه التجارب توصّل “مندل” إلى تعميمَين وهو ما أطلق عليه بعد ذلك “مبادئ مندل للوراثة”، ولكنّ “الوراثة المندليّة” هو الاسم الأكثر شيوعاً.
قانون الفصل:
يتمّ فصل زوج من العوامل الوراثيّة لِسِمَة معيّنة، فكلّ فرد يملك نسخة واحدة موروثة من الأم ونسخة واحدة من الأب.
قانون التوزيع المستقلّ:
ينصّ على أنّ الجينات المنفصلة للسمات يتمّ توريثها من خلال الأبوين إلى النسل ولكن بشكل منفصل عن بعضها البعض.
هناك بعض الأمور التي تختلف فيها الوراثة غير المندلية عن الوراثة المندلية.
السيادة غير التامّة:
يمكن عند تصالب بعض الجينات أن يُنتِج صفة متوسطة؛ حيث لا يكون الجين السائد سائداً تماماً، مثال على ذلك هو التصالب بين نبات أبيض ونبات أحمر، نتج عن ذلك نبات لونه زهريّ.
السيادة المشتركة:
يظهر تأثير كلّ جين من الجينَين المتقابلَين، الجين ليس سائد ولا متنحي بدلاً من ذلك، هم سائدون لبعضهم البعض، في حالة فصائل الدم AوB تظهر فصيلة الدم AB.